NEWS
أطروحة تدعو لتعزيز مفهوم التربية الإعلامية وإدخالها في المناهج
غالبية الطلبة يستخدمون الهاتف المحمول للنفاذ إلى الإعلام الرقمي
أطروحة تدعو لتعزيز مفهوم التربية الإعلامية وإدخالها في المناهج
دعت دراسة في كلية الآداب بجامعة البحرين إلى تعزيز مفهوم التربية الإعلامية لدى القائمين عليها مثل المعلمين، واختصاصيي مصادر التعلم في المدرسة ليكونوا قادرين على غرس القيم المعرفية في الاستخدام الرقمي لدى الطلبة.
وبحثت الدراسة العلمية التي قدمتها الطالبة في برنامج ماجستير الإعلام بالجامعة شذى عبدالله المرادي، دور التربية الإعلامية في تكوين القيم الثقافية المعرفية في ضوء الاستخدام الرقمي.
وذهبت الدراسة في توصياتها إلى أهمية إدخال التربية الإعلامية في المناهج الدراسية، مشيرة إلى أهمية الاستعانة بخبراء من منظمة اليونيسكو لتقديم دورات تدريبية متخصصة في التربية الإعلامية، وإشراك أولياء الأمور في دورات التربية الإعلامية، لما له من أثر بالغ في تربيتهم للنشء.
وأوضحت الباحثة المرادي أن مفهوم التربية الإعلامية الذي ظهر في أواخر ستينات القرن الماضي ركز فيه الخبراء على إمكانات استخدام أدوات الاتصال لتحقيق منافع ملموسة كوسيلة تعليمية، وبدأً ينظر إلى التربية الإعلامية على أنها مشروع دفاع يتمثل هدفه في حماية الأطفال والشباب من المخاطر التي استحدثتها وسائل الإعلام من خلال الكشف عن الرسائل المزيفة، والقيم “غير الملائمة” وتشجيع الطلبة على رفضها وتجاوزها.
ولفتت إلى أن منظمة اليونيسكو أكدت أن التربية الإعلامية تتوازى في الأهمية مع موضوع نشر ثقافة حقوق الإنسان، وتوصي اليونيسكو بضرورة إدخال التربية الإعلامية ضمن المناهج التربوية الوطنية، وضمن أنظمة التعليم غير الرسمية والتعلم مدى الحياة.
وشددت الباحثة المرادي على أهمية تنظيم عملية استخدام الإعلام الرقمي من قبل الأفراد، وتمكينهم من استخدام الإعلام الرقمي استخداماً يسهم في تكوين قيمهم المعرفية وتنميتها، وتحقيق أكبر فائدة من الكم المعلوماتي الذي يتم تداوله عبر وسائل الإعلام الرقمي، إضافة إلى تجنيبهم ما يمكن أن يتعرضوا له من مخاطر عبر الاستخدام الرقمي.
وطبقت الباحثة دراستها على مجموعة من طلبة المركز الطلابي الإعلامي التابع لوزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين ومجموعة أخرى من طلبة المرحلة الثانوية الذين لم ينتظموا في المركز، مستخدمة المنهج شبه التجريبي حيث المقارنة بين مجموعتين ضابطة وتجريبية، لقياس الوعي الإعلامي والتربية الإعلامية لدى الطلبة في ضوء الاستخدام الرقمي.
وكانت لجنة امتحان ناقشت الباحثة شذى المرادي في أطروحتها، وتألفت اللجنة من: أستاذ الإعلام والعلاقات العامة في قسم الإعلام والسياحة والفنون بجامعة البحرين الدكتور أشرف أحمد عبدالمغيث مشرفاً، وأستاذ الإعلام والعلاقات العامة في القسم نفسه الدكتور رضا بن حمود مثناني ممتحناً داخلياً، وأستاذ الإعلام في جامعة حائل بالمملكة العربية السعودية الدكتور محمد النذير ثاني ممتحناً خارجياً.
وأظهرت نتائج الدراسة أن امتلاك الطلبة للأجهزة الإلكترونية بلغت 99.5%، مما يدل على أن عملية النفاذ للاستخدام الرقمي باتت أسهل من السابق بكثير، حيث انعدم الفارق المادي وأصبح الجميع قادرين على استخدام المواقع الإعلامية ومتابعتها.
وتبين أيضاً أن غالبية الطلبة يستخدمون الهاتف المحمول للنفاذ إلى الإعلام الرقمي أكثر من الاعتماد على الكمبيوتر ومختبرات نظم المعلومات، وهذه نتيجة دالة على أن امتلاك الهواتف المحمولة بحد ذاته هو تسهيل لعملية الاستخدام الرقمي انعكس بوضوح على معدل الاستخدام.
وكشفت الدراسة ازدياد قدرة الطلبة المنتظمين في المركز الإعلامي الطلابي على إنتاج المواد الإعلامية وتفوقهم على معدل إنتاج الطلبة غير المنتظمين، مما يؤكد أنه كلما زادت معرفة الطالب في كيفية استخدام وسائل الاتصال الرقمي، كلما زادت نسبة الوعي الإعلامي لديه، مشيرة إلى أن للدورات التدريبية الإعلامية دوراً كبيراً في زيادة الوعي لدى الطلبة، وعلى وجه التحديد فيما يختص بالاستخدام الرقمي حيث يوجد انعكاس إيجابي واضح لتأثير الدورات التدريبية في الطلبة المنتظمين في المركز الإعلامي الطلابي، وذلك من خلال انتقائهم للمواد الإعلامية و الرسائل الإعلامية المعاد إرسالها.
وأكدت الدراسة ترسّخ القيم المعرفية لدى الطلبة المنتظمين في الدورات التدريبية بالمركز الإعلامي الطلابي كقيمة الصدق، وقيمة المسؤولية تجاه الآخرين، إضافة إلى قيمة الأمانة والقيم الوطنية.